بـسـم الله
@@ ضحايا الأيدز ما بعد التعويض @@
.................................................................
بحثنا عليهم فوجدنا دموعاً وهموماً لاتنتهي محمله بهول المأساة ، كان لقاء بلا موعد ....
تلك الجدران التي إحتوتنا داخل مركز بنغازي للأمراض السارية والمناعة شاهد عيان علي فصول الحكاية التي تُعبر عن مشاعر الأباء والأمهات في إصابة فلذات أكبادهن بهذا الداء الوبيل الذي كان جراء عمل شيطاني أستهدف برأتهم وصحتهم وحياتهم ،وبالرغم من أن القضاء الليبي أصدر الحكم بالأعدام علي هؤلاء المجرمين إلا إن الرياح جاءت بما لاتشتهي السفن ،حيث تم تعويض كل طفل مصاب بمبلغ وقدره "مليون وثلاثمئه ألف دينار ليبي " وتم ترحيل المتهمين إلي بلغاريا ، ولان الجريمة كبيره وأطرافها كثيرة ، فضلنا الخوض في جانب التعويض
هل كان نعمه أم نقمه ... وهل شفا غليل صدورهم
أيوب – الذي يبلغ من العمر9 سنوات و يدرس في الصف الرابع الأبتدائي ، يأتي في الترتيب ما قبل الأخير من أفراد الاسرة ويقطن منطقة البريقة ، وجدناه راقد الفراش في مركز الأمراض الساريه والمناعه ببنغازي ، أقتربنا إلى والدته
• هل يعلم أيوب بطبيعة مرضه والمبلغ الذي أخذه؟
نعم ... يعلم بذلك ولكن تم تجميد المبلغ في المصرف ضمن حسابة الخاص بالرغم من متطلباته الطفولية في شراء سيارة و ما إلي ذلك .
هل فكرتم أنشاء بعض المناشط الخاص بهم مثل النوادي ...؟
أتمني عمل هذا المقترح ولكن لايوجد تأزر فيما بين أسر الضحايا بمعني لو تم موافقة أسرتين أو ثلاثة الباقي لايوافق ، كما أن أماكن تواجد الأسر مختلفة ومتباعدة فهناك من يقطن بمنطقة البريقة والأخر في البيضاء والثالث في بنغازي لذلك من الصعب التعاون لأنشاء مثل هذه المناشط فنحن لسنا من منطقة واحدة
دخل المستشفي منذ يومين وذلك لألم في صدره ، ونظرا لعمره الذي لايتجاوز 10 سنوات رأينا أن نتحدث مع مرافقتة وهي أخصائية إجتماعية من الدار التي ذكرت لنا بأن حالة رواد الثانية في الدار وإجمالي المبلغ في حسابة الخاص
وجهنا سؤال الي رواد ... ما هي هوايتك ؟
أحب أن أكون لاعب كره مشهور مثل زين الدين زيدان
فرج
تركنا رواد والآمل يبرق من عينية في الشفاء وتحقيق حلمه وتوجهنا إلي الغرفة المجاوره فوجدنا فرج عياد مُلقي علي
السرير بجسده الضعيف الواهي يتابع عبر جهازه المحمول " رسوم متحركة " حيث كان بجوارة أخوه الذي قال لنا " دخل فرج المركز ليلة البارحة اثر الم في بطنه ، والتعويض الذي جاء لفرج أشترينا به فيلا في طبليون وسيارات وعدة محالات , وزعنا بعضه علي العائلة "
• وعلاج فرج .......؟؟؟؟
سوف نعمل علي علاجه في أحد الأقطار العربية حيث يشتهر فيه طبيب يعالج مثل هذه الأمراض المستعصيه
• مع كل هذه المشتريات التي قمتم بشرائه ، ما قيمة المبلغ المدخر لعلاج فرج ؟
لا أدري ، والدي هو الذي لديه المبلغ ، مع العلم أن فرج يملك هاتفين خلويين وسيارة مركونة له
فرج الذي تتكون أسرته من إحدى عشر فرد يحلم بأن يكون محامي .......!!؟
وتضيف أم فرج
التي ترافق ابنها منذ 10 أيام داخل المستشفي " لايوجد هناك أهتمام وقد أشتريت مضاد حيوي وشراب مخفض للحراره لفرج من الخارج لعدم توفره في المركز " تستطرد الأم قائلة بعد عبرات حاشت عنها الكلام ودموع سالت علي خديها " المال الذى أعطته لنا الدولة لم يحل مشكلة الأطفال المصابين ، تمنيت لو أن هناك علاج نهائي ولكن المال علاج مؤقت " يتدخل والد فرج
بحده ويقول " المبلغ الذي أستلمناه من الدوله الليبية كان علي أساس تعويض عن ضرر ولكن العلاج وعناية الحالات والمتابعة من مسؤولية الدولة ، وهنا القسم لاتتوفر فيه أي مقومات مركز صحي ، كما أن المبني تأكله الرطوبة، ونشهد عدم توفر الأدوية في الأونه الأخير ولاأدري هل بسبب أستلامنا التعويض ...؟ وعندما نشتكي لآطباء المركز يُبرؤون أنفسهم ويُلحقون اللوم علي أمانة الصحة " بصراحة -يُعبر الأب- " ليبيا باعتنا وباعت أولادنا وقيمة التعويض جبرونا علي أخذه ، لقد أستلمنا حق دم أولادنا ، ودولتنا الليبية أهملتنا بعد التعويض "
فاطمة الرياني - اخصائية اجتماعية
لقد عملت بهذا المركز منذ عام 2006 ولاحظت بان المصابين يعانون من مشاكل متعددة تبدأ بالأسرة مروراً بالمدرسة ثم المجتمع ككل .
نبدا بالمشاكل الاسرية و التي تواجه المصاب وهي ان اهله يعاملونه بطريقةمميزةعن باقي ابناء الاسرة وهذا يُشعره بالنقص , اما المشاكل المدرسية نجد بعض المدرسات لاتقوم بتصحيح كراسات الطلبة المصابين خوفاً من إنتقال المرض ، حتي أثناء فترة الأستراحة المدرسية لايتم تسريح الأطفال ويحتجزونهم في الفصول مما أدي الي ترك أغلب الاطفال مدارسهم , اما بالنسبة للمجتمع تتمثل في حرمانهم من النوادي والاماكن الترفيهية الخاصة بالشباب وخصوصا أن هناك من ترك المدرسة في سن مبكرة من جراء هذه الاوضاع وليس هناك نوادي متوفرة ينتسبون الية حتي وان وجدت لاتقبل بأشتراكهم مما يزيد من أوقات الفراغ ، ويكمن دورنا الأهم في محاولة دمجهم أجتماعياً وخصوصا في قطاع التعليم حيث نذهب للأخصائيات الأجتماعيات في المدرسة ونقوم بأعطاء رؤية واضحة لطبيعة المرض وكيفية إنتقالة وطرق علاجة وكيفية التعامل والأضرار النفسية التي تمر بالطفل في حالة معاملتة القاسية ، كما نجتمع مع الأسر بشكل دوري وهناك تغير وتطور كبير .
هل ثمه تغير في حال الأسر بعد تعويضهم؟
نعلم جميعاً إن هؤلاء الأسر من بيئات وأقتصاديات مختلفة ، بمعني هناك من كانت حالتهم المادية في مستوي خط الفقر وأنفق بعض من مال التعويض في تحسين مستواه الأقتصادي، وهناك من أصبح ينفق المال في علاج أبنه علي حسابه ، ولاننكر أن هذه البحبوحه ساعدت في التغلب علي عدة عراقيل ومصاريف أرهقت ذويهم .
هل قمتم بدور أرشادي نحو مبلغ التعويض للأسر كأنشاء نادي أو مدرسة خاصة بأطفالهم ؟
صعب التحدث معهم في هذا الموضوع لانه حساس للغاية ولانستطيع فرض شئ عليهم لانهم يعتبرونه خط أحمر ، وكما تقول بعض الأسر "إن إنشاء مثل هذه المناشط من إختصاص الدولة " نلاحظ كذلك سوء الصرف عند بعض الأسر .
فيروز الدرسي ... أخصائية علم نفس
كنت أعمل بمستشفي الاطفال في بنغازي منذ بداية الحدث 1998 واعتبران ما جري صدمة كبيرة علي الاسر والمجتمع بصفة عامة كما واجهتنا في البداية صعوبات كثيره متمثله في عدم تكيفهم مع المرض ونقمهم وسخطهم ومعاناتهم النفسية مثل الأكتئاب ، لقد كثفنا جهودنا في أتخاذ كافة الأساليب لعلاج وأدماج هؤلاء الأطفال في المجتمع ، هناك حالات أستجابة للعلاج ولكن أغلب المصابين يُعانون من سلوك عدواني وغير متقبلين للمرض ولايستطيعون التعاون مع الأخرين ، هناك حالات أخذت طريق العلاج الجماعي وهم بنفس الاعمار ونشرح لهم طبيعة المرض ، وحاولنا بكل الطريق معالجة الناحية النفسية لهؤلاء المرضي ، كما قد تعرض بعض الاطفال لمرض التبول اللأرادي والعنف المفرط والخوف المرضي والآن تم علاجهم بطريقة منتظمة واي مشكلة تواجههم نقوم بعلاجها النفسي ،
هل هذا المرض مقترن بمرض النفسي ؟
بالتأكيد ... سابقاً وبحكم صغر السن لم تكن لديهم فكرة كافية عن المرض والآن بعد تقدمهم في السن أصبحت المشكلة نفسية وخصوصا الشباب الذين يرغبون في الزواج وممارسة الرياضة وان يكون لديهم أصدقاء وللأسف لايوجد ما يرغبون فيه ، ولكن هناك مقترح أن تقوم جمعية الآطفال المصابين بالايدز ببناء نوادي أجتماعية خاصة بهم
الدكتور ..... الذي لم يفصح عن أسمه
الذي تحدث معنا بكل صراحة علي طبيعة هذا المرض الذي يعد حديث نسبياً في ليبيا حيث كان أول بزوغ له من عام 1998 ضمن الجريمة البشعة التي أرتكبته مافيا الطب وبدأ الجميع يشعر بالخوف الشديد في المستشفي نتيجة لعدم الخبرة الكافية في التعامل مع المرض ولكن سفرُنا مع المصابين في أيطاليا – وفرنسا – وسويسرا كترجمة للحاله ومساعدين فقط وليس دورات دراسية علي المرض،وأضاف قائلاً "أن هذا المرض ليس له علاج شافي وما نقوم به هو محاولة السيطرة علي ذلك الفيروس داخل الجسم وعدم نشاطه بحيث لانعطيه الفرصة في القيام بعمله الطبيعي من خلال تناول الدواء بشكل منتظم وبذلك تستقر حالة المريض .
ولكن هناك أهتمام كبير بالمركز من قبل المسؤولين والدولة فهو يحتوي علي جميع وسائل الراحة والعلاج والآهتمام الكافي وأن أتمني أن يستمر هذا الدعم وقضية الأيدز ليست لهؤلاء فقط بل قضية مجتمع بكاملة لحماية من الاصابة.
• ختاماً نقول أنه مأساة أكثر من أربعُمائة زهره مُفعمه بالأمل إغتالتها الآيادي الأثمه بأبشع الطرق .
أكثر من أربعُمائة طفل ليبي تم حقنهم متعمداً بفيروس الإيدز أثناء ترددهم علي مستشفي الفاتح من قبل ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطينى ، حيث كان من المفترض أن يتضامن العالم ومنظماته المعنيه مع هؤلاء الأطفال وعائلاتهم ويصر علي معرفة من وراء هذه الجريمة النكراء ، نجده يُأزر المتورطين ويعمد بشتى الوسائل علي تحويل مسار القضية من قضية قانونية إلي قضية سياسية تؤكد تورط دول ومخابرات عده
فتحت الملف هند الهونى - هاجر بن جلول
خـــــاتـــمـــــه
لضحايا لوكربي دفعت ليبيا 2.7 مليار دولار وبقي المقرحي سجينا
واليوم تقبل ( !! ) ب 400 مليون دولار ل 400 ضحية مع إطلاق سراح
الممرضات !!! عجبـــى
لــكــم الله يا أحفاد عمر المختار
ســـلام